[الحياة] حديث موجز عن الاحترام والتسامح

المؤلف: وو تشاوهوي

الوقت: 2025-8-09 السبت، الساعة 4:05 مساءً

········································

[الحياة] حديث موجز عن الاحترام والتسامح

احترام هو الاعتراف بقيمة الآخر وحقوقه، وعدم التقليل أو نفي الآخرين بمعاييرنا الخاصة، والتسامح هو قبول الاختلافات وعدم الكمال، وعدم التسرع في الحكم على الآخرين من خلال التحيزات والعواطف. هذان المصطلحان يُذكران كثيرًا في التواصل اليومي، لكن نادرًا ما يتم تطبيقهما فعليًا. الصفات التي تحتاج إلى ترويج متكرر غالبًا ما تكون هي الأكثر نقصًا في المجتمع، بينما الاحترام والتسامح هما سلوكيات حضارية نادرة للغاية في الوقت الحالي. الاحترام هو اعتراف بالقيمة، والتسامح هو قبول للاختلافات، وهذان مفهومان مرتبطان ولكن مختلفان جوهريًا. وفقًا لاستطلاع معهد الدراسات الاجتماعية في الصين لعام 2024 حول الثقة الاجتماعية ومؤشر الحضارة، فإن 91% من المستجيبين يأملون في أن يتم احترامهم، لكن فقط 28% يعترفون بأنهم يحترمون الآخرين بنشاط في معظم الحالات. هذه العقلية "التي تطلب أكثر مما تعطي" لا تعكس فقط تغيرات في الأجواء الاجتماعية، بل تؤكد أيضًا التحذير الوارد في تقرير الحوار الحضاري للأمم المتحدة - حيث تدعو 83% من المؤسسات العالمية إلى قيم التسامح، لكن معدل ممارسة التسامح في أماكن العمل لا يتجاوز 39%.

احترام والتسامح يجب أن يكونا متبادلين، ويجب أن يكون الطرفان متساويين، على الأقل من حيث الموقف يجب أن يبقى متساويًا. إذا كان أحد الطرفين يقدم بصدق بينما الطرف الآخر يتجاهله لفترة طويلة أو حتى يستغله، فإن هذه العلاقة محكوم عليها بعدم التوازن. نمط التفاعل الإيجابي هو أن يقوم كل طرف بعمل جيد، وسيزداد الاحترام والتسامح بشكل طبيعي، وستقل المشاكل والصراعات تبعًا لذلك. في علم النفس، يمكن تشبيه هذا بـ "نموذج ندرة الموارد"، حيث أن الاحترام والتسامح مثل الطاقة، يمكن أن تنفد بسبب الاستهلاك أحادي الاتجاه. عندما يستمر أحد الأطراف في تحمل دور المتسامح بشكل سلبي، سيظهر في دماغه ظاهرة "إرهاق التعاطف" في الشبكات العصبية المرتبطة بالتعاطف (مثل القشرة الحزامية الأمامية والجزيرة). تشير الأبحاث في علوم الأعصاب إلى أن نشاط الشبكة الافتراضية للدماغ (DMN) عند الإشارة إلى الذات أعلى بنسبة 47% من حالة التعاطف، مما يعني أنه عندما تشجع المجتمع على الاستهلاك لفترة طويلة دون تبادل، فإن الاحترام والتسامح سيتناقصان بسرعة.

ومع ذلك، فإن الأجواء الاجتماعية الحالية تتعارض مع ذلك، حيث يزداد عدد الأشخاص الذين يركزون على أنفسهم، ولا يرغبون في قضاء الوقت لفهم الآخرين، ولا يأخذون في الاعتبار مشاعر الآخرين. عندما يتعرضون للضرر أو الإهانة، يتوقون للحصول على الاحترام والتسامح من الآخرين، لكنهم لا يتأملون أبداً فيما إذا كانوا قد قدموا نفس اللطف. إن هذا الطلب الأحادي يجعل الاحترام والتسامح، اللذان هما بالفعل نادران، أكثر هشاشة. تشير نظرية تبادل المجتمع إلى أنه عندما يستمر عدم التوازن في المعاملة بالمثل لفترة طويلة، فإن عجز الثقة يتراكم بسرعة، وتنخفض استقرار العلاقات بشكل ملحوظ. خاصة في مجتمع الغرباء، فإن فقدان الثقة يؤدي مباشرة إلى "الأنانية الدفاعية"، حيث يميل الناس إلى إعطاء الأولوية لمصالحهم الخاصة بدلاً من الحفاظ على علاقات الاحترام المتبادلة.

احترام والتسامح ليسا شيئًا لا ينتهي، بل يمكن استهلاكهما، خاصة في العلاقات. التحمل والقبول من جانب واحد لفترة طويلة يمكن أن يجعل الشخص الودود والمتسامح يفقد صبره وحماسه تدريجياً. عندما لا يتم الرد على العطاء أو يُعتبر أمراً مفروغاً منه، فإن الثقة والنوايا الحسنة ستنفد في النهاية، وفي النهاية، حتى الطرف المتسامح سيختار الانسحاب. مبدأ "الندرة" في الاقتصاد له انعكاس واضح هنا - كلما تم استغلال الموارد بشكل مفرط، زادت احتمالية الوقوع في تدهور لا يمكن عكسه. لتجنب هذا التدهور، يمكن إدخال "اختبار المرآة": قبل القيام بأي شيء، تخيل إذا كان الطرف الآخر يعاملك بنفس الطريقة والموقف، هل ستظل قادرًا على احترامهم وتسامحهم بهدوء؟ إذا كانت الإجابة سلبية، فهذا إشارة لتعديل السلوك.

قبل القيام بأي شيء، يرجى التفكير، إذا كان الطرف الآخر يعاملك بنفس الطريقة والموقف، هل ستظل قادرًا على احترامهم وتقبلهم بهدوء؟ إذا كانت الإجابة سلبية، فقد حان الوقت لتعديل موقفك وسلوكك، لأن الاحترام الحقيقي ليس مجرد أدب لفظي، بل هو معاملة متساوية تنبع من القلب، والتقبل الحقيقي ليس مجرد تحمل، بل هو قبول نابع من الفهم والنوايا الحسنة. كما أن الفروق الثقافية تستحق أن تؤخذ بعين الاعتبار، على سبيل المثال، الثقافة الجماعية غالبًا ما تؤكد على التقبل في تناغم الجماعة، بينما الثقافة الفردية تركز أكثر على احترام الحدود الفردية. في العصر الرقمي، تعزز خوارزميات التوصية وتأثير غرف الصدى على وسائل التواصل الاجتماعي التحيزات المعرفية، مما يجعل الناس أكثر عرضة لعدم احترام المخالفين في بيئاتهم المريحة، وهذا "التحول الرقمي للاحترام" يجعل التقبل أكثر ندرة في الفضاء الإلكتروني.

لا يمكن أن تتجذر الاحترام والتسامح في المجتمع إلا إذا قام الطرفان بذلك، وليس من المفترض أن تظل هذه القيم موارد نادرة تحتاج إلى مناشدات مستمرة. يمكن تحفيز آلية رد الجميل للاحترام من خلال تصميم سلوكيات اقتصادية، مثل قياس "مؤشر تحمل الاحترام" في التعاون الجماعي وتقديم ردود فعل إيجابية؛ ويمكن تحقيق بناء ثقافة التسامح من خلال معايير "التصميم الشامل" المؤسسية، مثل المرافق الخالية من العوائق في الأماكن العامة، وتوافق المنصات الإلكترونية مع عدة لغات. عندما تتكامل وعي الأفراد مع ضمانات النظام، يصبح من الممكن أن يتحول الاحترام والتسامح من نقص إلى حالة طبيعية، ومن ضعف إلى قوة.

المصدر: https://www.australianwinner.com/AuWinner/viewtopic.php?t=697154