[الحياة] تخرج من كلية الطب، ليصبح طاهياً للحلويات!المؤلف: وو تشاوهوي الوقت: 2025-7-14 يوم الإثنين، الساعة 1:16 مساءً ········································ [الحياة] تخرج من كلية الطب، ليصبح طاهي حلويات! ابنتي منذ صغرها كانت طفلة دقيقة التفكير ولديها قوة إصرار كبيرة. لا زلت أتذكر سنوات دراستها في المدرسة الثانوية، حيث أصبح مطبخنا تقريبًا "مختبرها الصغير". كلما سنحت لها الفرصة، كانت ترفع أكمامها وتبدأ في صنع الكعك، سواء كانت كعكة شيفون أو كعكة الجبن، حتى لو فشلت، لم تشعر بالإحباط، بل كانت تزداد حماسًا. كنت أمازحها كثيرًا: "أنت لا تصنعين كعكًا، بل تجريين أبحاثًا!" وكانت ترد ضاحكة: "أنا حقًا أحب صنع الحلويات، أريد أن أكون طاهية حلويات في المستقبل!" كنت أعتقد أن هذا مجرد هواية صغيرة لطالبة في المدرسة الثانوية، لكن لم أتوقع أن هذه العبارة "أريد أن أكون طاهية حلويات" ستستمر معها لأكثر من عشر سنوات، وأنها ستخطو خطوة بخطوة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم. لقد قالت لي أكثر من مرة إنها لا تريد أن تسلك الطريق العادي للجامعة، بل تريد الذهاب إلى مدرسة ويست بوينت. لقد صمت لفترة طويلة في ذلك الحين. كوالدين صينيين، بالطبع نأمل أن يحصل أطفالنا على شهادة جامعية، وأن يكون لديهم طريق مستقر ومشرف. نحن جئنا من ذلك العصر الذي كان يُعنى بـ "الدراسة تغير المصير"، ولديهم احترام فطري للتعليم. في نظرنا، مهما كان الطفل موهوبًا، لا يمكن أن يفتقر إلى "دعم" تلك الشهادة. لكن ابنتي شخص ذو رأي واتجاه، وليس من السهل جعلها تغير رأيها. لذا قمنا بعمل "صفقة" - أخبرتها: "يمكنك أن تسلكي طريقك الخاص، لكن بشرط أن تكملي دراستك الجامعية أولاً، على الأقل الحصول على درجة الماجستير. بهذه الطريقة، مهما فعلت في المستقبل، سيكون لديك أساس قوي." فكرت قليلاً، وأومأت برأسها: "حسناً، أمي. سأحقق أمنيتك، لكن بعد ذلك، أريد أن أفعل ما أحب." وهكذا، دخلت باب تخصص العلوم الطبية. عندما كان الآخرون يسافرون أو يعملون خلال العطلة الجامعية، كانت هي دائمًا تجلس في المطبخ تواصل تجربة وصفات الحلويات الخاصة بها. خلال النهار كانت تحضر دروس التشريح وعلم الأمراض، وفي الليل كانت تعيش في عالم الكعك، وكريمة الزبدة، والماكرون. أصدقاؤها يضحكون عليها قائلين "رأسين، من جهة تحفظ مصطلحات الطب، ومن جهة تخبز الكعك". كانت تبتسم وتقول: "الطب هو المعرفة، والحلويات هي الحياة." وكانت بين الحين والآخر تخبرني أنها تريد الذهاب إلى فرنسا لتعلم فنون الحلويات، وأنا أعلم أنها لم تتخلَ عن ذلك الحلم أبدًا. أخيرًا، تخرجت من الجامعة، واقفة في حفل التخرج، ترتدي زي التخرج، لكن على وجهها لا يمكنها كبح الفرح. بعد التقاط الصور، اقتربت مني وعانقتني بشدة، وقالت: "أمي، لقد فعلت ذلك. أكملت دراستي الجامعية التي كنتِ تريدين مني إكمالها. اعتبارًا من الغد، سأبدأ حياتي في فنون الطهي!" في تلك اللحظة، شعرت بمشاعر مختلطة. كنت أعلم أنها ليست عاقة، ولا متمردة، بل هي حقًا تعيش حياتها بجدية. لذا، بدأت مسيرتها الرسمية كطاهية حلويات. نحن جميعًا نعلم أن أن تصبح طاهية حلويات حقيقية ليس بالأمر السهل، فالأمر لا يقتصر على قراءة بعض كتب الوصفات. بدأت من الصفر، عملت في المطاعم، وتدربت في محلات الحلويات، بينما كانت تعمل بدوام كامل وتدرس في نفس الوقت، كانت تغادر المنزل في الخامسة صباحًا، وأحيانًا كانت تصل إلى المطبخ المركزي في الواحدة صباحًا، ثم تذهب إلى الفصل في فترة ما بعد الظهر. هذه "إلهة النوم" التي كانت تنزعج إذا لم تنم أكثر من عشر ساعات في الأسبوع، تمكنت من الاستمرار. أتذكر أنها عندما عادت لأول مرة بعد مغادرتها في الواحدة صباحًا، كانت بالكاد تستطيع الوقوف، لكن في صباح اليوم التالي استيقظت بمفردها للذهاب إلى التدريب. سألتها: "ألا تشعرين بالتعب؟" فقالت وهي تشرب الماء: "أحب ذلك، لذا لا أشعر بالتعب!" أصبحت هذه جملتها المفضلة. يومًا بعد يوم، وسنة بعد سنة، لقد تمكنت حقًا من الصمود. بعد ثلاث سنوات، حصلت أخيرًا على شهادة مؤهل الطاهي المحترف. في ذلك اليوم، أرسلت لي صورة، تحمل فيها الشهادة، ووجهها مليء بالفخر والسعادة. نظرت إلى تلك الصورة، وامتلأت عيني بالدموع دون أن أشعر. لقد تبين أن التمسك بالأحلام حقًا له عائد. ما أدهشني أكثر هو أنها لم تكتفِ بشهادة واحدة، بل استمرت في تحسين مهاراتها. دخلت عدة مطاعم راقية ومتاجر حلويات مشهورة في سيدني، وتدرجت من مساعدة حلواني إلى مساعد شيف، تنمو خطوة بخطوة. بعد عودتها إلى المنزل، استمرت في تجربة وصفات جديدة، وتحسين تقنيات التزيين، وغالبًا ما كانت تقضي عطلات نهاية الأسبوع في المطبخ، تصنع مجموعة من الحلويات الرائعة التي يصعب مقاومتها. فيما بعد، افتتحت متجرها الإلكتروني الخاص بالكيك، حيث كانت تتولى كل شيء من استلام الطلبات إلى التعبئة، واستطاعت بفضل سمعتها أن تجمع قاعدة زبائن مستقرة، بل أصبحت شيف حلويات معروفًا بعض الشيء. كثيرًا ما أرى في مجموعات WeChat ودوائر الأصدقاء صور الكعك التي صنعتها، مع تعليقات مثل "من صنع هذا؟ إنه جميل جدًا" و"أريد أن أطلب كعكة زفاف ابنتي من هذه الشيف". عندما أتحدث عن هذا، غالبًا ما أخبر أصدقائي أن ابنتي هي حقًا أسعد شخص في العالم. إنها تفعل ما تحب، وتكسب الاعتراف بمهاراتها، وتحصل أيضًا على راتب جيد. والأهم من ذلك، أنها سعيدة كل يوم. كنت أعتقد سابقًا أن ترتيب الحياة يجب أن يكون: دراسة جيدة، العثور على وظيفة جيدة، كسب المزيد من المال، ثم البحث ببطء عن المثالية. لكن ابنتي أظهرت لي من خلال أفعالها أنه يمكن أحيانًا أن يكون العكس - أولاً العثور على الشغف، ثم استخدام هذا الشغف لكسب لقمة العيش، ثم السير ببطء نحو التميز. أنا أعلم تمامًا أن هذا الطريق ليس سهلاً لأي طفل، خاصة في خلفية عائلية تقليدية مثل عائلتنا. منذ الصغر، تلقينا تعليمًا يركز على "الاستقرار فوق كل شيء"، وفجأة السماح للطفل بالخروج عن المسار وملاحقة أحلامه يتطلب شجاعة. لكن ما يبعث على الاطمئنان هو أنني وزوجي لم نكن يومًا عقبة أمام أحلامها. كل ما طلبناه هو أن تمتلك الحد الأدنى من الشهادة التعليمية، ثم أطلقنا لها العنان لتطير. هذا الخيار ليس شائعًا في العديد من العائلات الصينية، لكن يبدو الآن أنه كان أحد أفضل قراراتنا. اليوم، كلما جلست أمام الكعكة التي صنعتها، أشرب كوبًا من الشاي وأتناول قضمة من الحلوى التي أعدتها بيديها، أتذكر ذلك الطالب في المدرسة الثانوية الذي كان مشغولًا في المطبخ. لم تبتعد أبدًا عن أحلامها، بل قضت عشر سنوات لتحويل الحلم إلى واقع. حياة الأطفال لا ينبغي أن تكون مجرد نسخ من حياتنا، بل يجب أن يجدوا نورهم الخاص، ثم يسيروا بثبات في طريقهم. وأكبر سعادة لنا كآباء ليست في جعل الأطفال مطيعين، بل في رؤية تألقهم بسبب شغفهم. المصدر: https://www.australianwinner.com/AuWinner/viewtopic.php?t=696862 |